عنوان الفتوى : هل يتذكر المؤمن معاصيه في الجنة
السؤال
هل يتذكر المؤمن عندما يدخل الجنة التجارب المحزنة التي مر بها في حياته والمعاصي التي تحزنه عندما يفكر بها ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أمور الآخرة من الأمور الغيبية التي لا يمكن القول فيها بالرأي والتخمين فمردها إلى خبر الله تعالى
وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وقد ثبت في الكتاب والسنة أن صفو الجنة ونعيمها لا يكدره مكدر قال
تعالى : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ {الحجر:
45 ـ 47 } وقال سبحانه : لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ {الحجر: 48 } وقال
سبحانه : وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ {الواقعة: 18 ـ 19 }
وقال على ألسنة أهل الجنة لما دخلوها : الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ
فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ {فاطر: 35 } فلا حزن في الجنة ولا هم ولا غم ، أخرج ابن
كثير في تفسيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ــ قال ــ فأما الظالم لنفسه فيحبس حتى يصيبه الهم والحزن ثم يدخل الجنة. انتهى
وأما تذكر المرء فيها لبعض أعماله السيئة في الدنيا فقد ورد من وجه ضعيف
ما يفيد أنه يذكر بعضا من ذلك ، ففي سنن الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعا في حديث طويل في سوق الجنة وفيه :
إن الله يقول للعبد : أتذكر كذا وكذا ، فيذكر ببعض غدراته ، فيقول : يا رب ألم تغفر لي ؟ فيقول : بلى ..
قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وقد روى سويد بن عمرو عن الأوزاعي
شيئا من هذا الحديث ، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة وعلى فرض ثبوته وهو مستبعد جدا ،
فإن تذكره ليس فيه حزن ولا هم ولا غم لأنه قد غفر له. وقد بينا طرفا من ذلك في الفتوى
رقم : 11554 .
والله أعلم .
المفتـــي: مركز الفتوى...