شموع العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شموع العرب



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد عايديه
مشرف بوابة السياحة والتراث
أحمد عايديه


ذكر
عدد الرسائل : 71
العمر : 59
عارضة الطاقة :
قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة Left_bar_bleue40 / 10040 / 100قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة Right_bar_bleue

المزاج : قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة Emaratya
علم الدولة : قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة Female31
الأوسمة : قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة Mod
تاريخ التسجيل : 13/12/2008

قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة Empty
مُساهمةموضوع: قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة   قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة Icon_minitimeالسبت ديسمبر 27, 2008 11:55 am

قراءة في مسرحية «الوزير العاشق» لفاروق جويدة


1-البطل والقضية:
في المشهد العاشر من القسم الثاني يُغمد السيفُ غيلةً وغدراً في ظهر الوزير العاشق (ابن زيدون) فيقول وهو يلفظ أنفاسه في إعياء:
لا تصنعوا الأحلامَ في ظلِّ الملوكْ
الحلمُ في الطرقاتِ نصنعُهُ ، وبيْنَ الناسْ
الحلمُ يُغرسُ في حقولِ القمْحْ
في صوتِ المصانعِ
الحلمُ يكبرُ في زمانِ الأمنِ حين يُغرِّدُ الأطفالُ
في ظلِّ المزارعٍ
الحلمُ تصنعُهُ الشعوبْ( )
ولم يصل ابن زيدون إلى هذه الحقيقة إلا بعد أن فقد كل شيء، وأصبح يشعر بلا جدوى تجربته، وخواء حياته:
ماذا يُساوي العمرُ
لوْ سَقطتْ مآذنُ قُرْطُبهْ ؟
لا شيء
لا شيء( )
تبدأ المسرحية وقد اختير ابن زيدون وزيراً، ويُقبل عليه أصدقاؤه الشعراء يحيونه، ويقولون فيه وفي فضائله ما يجعله مستاء، فيقول بعد انصرافهم لصديقه أبي حيان:
أعرفْتَ مأساةَ الشعوبْ
حكّامُنا اعتادوا على هذا المديحْ
وشعوبُنا اعتادتْ على هذا النفاقْ( )
وتخبره "ولادة" أنها تخشى عليه سطوة المنصب، ولهذا فهي تُريده شاعراً فقط لا وزيراً، وتقول إنها لو خُيِّرتْ بين العالم كله وملك الأرض من جهة، وحبِّه من جهة أخرى لاختارت حبَّه، فيرد عليها بأنه أهل للوزارة، ولولا ذلك ما اختاره الملك لهذه المرتبة التي كان يعشقها، وقضى العمر يخدمه من أجلها:
إن المليكَ الآنَ يُدرِكُ أنني
أهْلٌ لمرتبةِ الوزارهْ
ولقدْ قضيْتُ العمرَ أخدمهُ
قدْ كان حلمي أنْ أرى طيفَ الوزارةْ( )
إنه يحب "ولادة"، ولكن مصير وطنه يؤرقه، ولهذا فهو يترك الشعر، ويختار الوزارة كي يُحافظ على تراب وطنه:
الحبُّ عندي أن أرى الإنسانَ إنساناً كريماً
ليس مسجوناً يُحاصرهُ وطنْ
الحبُّ عندي أن أرى الأطفالَ أفراحاً وأحلاماً
على وجهِ الزمنْ
الحبُّ عندي قُرطبةْ( )
وهو يرى الحكام يتقاتلون من أجل سدة الحكم، لا يهمهم أمر الشعب، ولا يرون النهاية القريبة الفاجعة التي تنتظرهم:
حكامنا خدعوا الشعوبْ
لاشيء يوقظُهمْ سوى شبحِ النهايةْ
وأرى النهايةَ تقتربْ
باعوا مآذن قُرطبهْ
لم يبقَ شيْءٌ كيْ يُباعْ( )
ويبدأ رحلته ليطوف في الممالك العربية داعياً لجمع الشمل العربي من هذا المنطلق، ويُخاطب الملوك بمثل قوله:
الواقعُ العربيُّ يا موْلايَ يُنبئنا بأن كوارثَ الدُّنيا ستلحقُ بالعربْ
حربٌ هنا .. حربٌ هناكْ
وزعامةٌ في كلِّ شبرٍ منْ ربوعِ الأندلسْ
لِمَ لا نُوحِّد تحت دينِ اللهِ كلَّ صفوفِنا
لمَ لا نجمِّعَ تحتَ دينِ محمدٍ أشلاءنا
سنضيعُ يا موْلايْ( )
بينما الملوك متمسِّكون بمناصبهم، وكلٌّ منهم يريد أن يكون زعيماً، يقول الملك الأول:
ماذا سأفعلْ ؟
حاولتُ جهدي أن أُوحِّدَهمْ
رفضوا جميعاً أنْ أكونَ كبيرهمْ .. وأنا الكبيرْ
جيْشي سيحمي كلَّ شبرٍ في ربوعِ الأندلسْ( )
وهو يريد أن يصبح "يوماً فوقَ الكلِّ .. زعيمَ الكُلَّ .." ويرى نفسه الكبير والزعيم. ولا يختلف قول الملك الثاني عن قول الملك الأول، فيشعر "ابن زيدون" بالحسرة وهو يرى الشعوب في عيون حاكميها قد أصبحت كالقطيع.
ويغضب عليه مليكه، ويرى أنه يحب الزعامة، وأنه جاب البلاد من أقصاها إلى أقصاها ليس حبا في الوحدة العربية ومقاومة المستعمر، وإنما حبا في الزعامة:
الملك: كلُّ الذي قالوهُ حقْ
حبُّ الزعامةِ في دمائكَ منْ سنينْ
مازلْتَ تحلُمُ أنْ تكونَ كبيرَنا
ونصيرُ نحنُ أمامَ كلِّ الناسِ أهلاً للفِتَنْ
فلقدْ تفارقْنا .. تخاصمْنا .. تحاربْنا
وأنتَ كبيرُنا
وتريدُ توحيدَ الصفوفْ
فالعقلُ أنت .. الدينُ أنت .. الشعرُ أنتْ
وغداً تكونُ لنا الزّعيمْ
وتوحِّدُ الأرضَ التي ضاعتْ
وتُرجعُ كلَّ ماضينا القديمْ( )
ولا يُجدي دفاع ابن زيدون عن نفسه شيئاً أمام الملك المصر على اتهامه بالزيف والبهتان، ويأمر "بابن زيدون" للسجن، فيُساق إليه، وتزوره حبيبته "ولادة" في السجن، وترى أنه أخطأ الطريق حينما اختار طريق الجاه والسلطان مديراً ظهره للشعر والشعب:
ولادة: أخطأتَ يوماً في الرِّهانْ
اخترتَ دربَ الجاهِ والسُّلطانْ
وتركْتَ شعبَكْ
للضياعِ .. وللفسادِ .. وللهوانْ
الشعرُ سيفُكَ يا وليدْ
والشعبُ جيشُكْ( )
فيجيبها بأن سجنه أقنعه بأن حدَّ السيف والسلطة أقوى من قصائد الشعر، ويزوره "ربيع" غريمه متشفيا فيه لوجوده بين السفهاء واللصوص، فيردُّ عليه "ابن زيدون" بأنه يعيش في زمن غريب، تبدّلت فيه المقاعد:
فالطُّهْرُ مسجونٌ هُنا
ولديْكَ بيْتُ العُهْرِ أصبحَ مسْجِدا( )
وفي هذه الأثناء بعد خروج "ربيع"، يدخل "أبو حيان" ليخبره بأن قرطبة قد سقطت، وأن الملوك هربوا جميعاً، فيرى "ابن زيدون" أنه كان على حق حينما حلول أن يجمع الملوك من أجل قرطبة والإسلام، ولكنه يرى أنه أخطأ حينما جعلهم حلمه ووضع كل ثقته فيهم:
ابن زيدون: قدْ كانَ عندي الحقُّ حينَ صرخْتُ في حكّامِنا
أنْ يتركوا الأحقادْ
أخطأْتُ حينَ وضعْتُ كلَّ الحُلمِ في حكّامِنا( )
ويصرخ "ابن زيدون" وهو سجين،، ولكن صرخاته تضيع دون جدوى لأنها كلمات تفتقر إلى الفعل والرؤية الصحيحة:
ابن زيدون: أينَ الملكْ ؟
أينَ الجبانْ ؟
العارُ يصْرُخُ في دِمانا
لا تتركوا الأوطانَ أرضاً مُستباحَهْ
فالأرضُ تعرفُ منْ يُحبُّ ترابَها
الأرضُ تعرفُ منْ يبيعُ كنوزَها
الأرضُ تعرفُ صدقوني
من يصونُ ومنْ يُفرِّطْ ،
منْ يُلوِّثُ عرضَها
ماذا نقولُ غداً
ماذا سنحكي عندما تتكسَّر الصلواتُ
في أرجاءِ مسجدنا الحزينْ ؟
أنقولُ بعْنا الأرضْ ؟
أنقولُ خُنَّا العهْدْ ؟( )
إن صراخ "ابن زيدون" في النهاية يُدينه، بقدر ما يرسم صورة سيئة للنهاية المُفجعة التي وصل إليها البلاد والعباد، لقد كان "ابن زيدون" وزيراً، وترك الشعر ليكون مؤثراً وفاعلاً وذا رأي، ولكنه اختار أن يُحدث التغيير من خلال الصفوة، وعن طريق الحكام، وترك الشعبَ كَمًّا مهملاً.
ويُطعَن "ابن زيدون" بسيف في الظهر، فيسقط قتيلاً، وقد عَرَ فَ الحقيقة، ولكنْ بعد فوات الوقت:
الحلمُ تصنعُهُ الشعوبْ
فلْتصنعوا الإنسانَ قبلَ الحُلْمْ
ولتصْنعوا الأيْدي التي تحْمي السيوفْ( )
وتظل كلماته هذه صرخة في واد، فقد فتكت أيدي الأعداء بالشعب، وقُتِل الوزير الحالم بغد عربي أفضل، وضاعت مآذن قرطبة، ومادت حضارة لم يصُنها أبناؤها، ولم يُحافظ عليها ملوكُها وقادتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة فى مسرحية <الوزير العاشق> للعاشر الكبير فاروق جويدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة قالت للشاعر ( فاروق جويدة )
» مسرحية شرخ فى لوحة فنان
» محمد علي باشا الكبير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شموع العرب  :: X§&¶‰. البوابات الأدبية .‰¶&§X :: البوابة الشعرية-
انتقل الى: